🕊️ سوق الغزل.. تراث بغدادي مهدد بالإغلاق
✦ مقدمة
في قلب بغداد، وعلى مقربة من جامع الخلفاء العريق، يمتد سوق شعبي يعبّر عن روح المدينة منذ قرون. إنّه سوق الغزل، المكان الذي ارتبط في ذاكرة العراقيين بأصوات الطيور النادرة، وأجواء الجمعة البغدادية، وملامح التراث الشعبي. لكن هذا السوق الذي تأسس منذ العهد العباسي (القرن السابع الميلادي)، بات اليوم مهددًا بالإغلاق بعد محاولات حكومية أثارت جدلاً واسعًا بين مؤيد ومعارض.
✦ سوق الغزل بين التاريخ والحاضر
تأسس سوق الغزل قبل أكثر من ألف عام، وظل على مرّ العصور مركزًا لتجارة الطيور والحيوانات، ومكانًا يقصده الناس من مختلف مناطق بغداد. لم يكن السوق مجرد مساحة للبيع والشراء، بل أصبح ملتقىً اجتماعيًا وثقافيًا يجسّد صورة بغداد القديمة بكل تفاصيلها.
ويتميّز السوق بأجواء فريدة: أصوات العصافير، نداءات الباعة، تجمّع العائلات صباح كل جمعة، حيث يختلط الحنين بالمشهد الشعبي البسيط الذي لا نجده في مكان آخر.
✦ محاولات الإغلاق وأسبابها
- الازدحام الشديد في المنطقة.
- انتشار بعض الممارسات غير القانونية مثل بيع الحيوانات الممنوعة أو المهددة.
- الرغبة في تنظيم المدينة وتخفيف الفوضى.
هذه المحاولات قوبلت بانتقادات واسعة من مواطنين يرون أن الإغلاق سيعني طمس مَعْلَم تراثي لا يمكن تعويضه. ويؤكد كثيرون أن الحل يكمن في تنظيم السوق لا إلغائه.
✦ أصوات من داخل السوق
يقول أحد الباعة: "نحن نعيش من هذا السوق منذ عشرات السنين، إغلاقه يعني ضياع مصدر رزقنا وذكرياتنا."
ويضيف أحد الزوار: "اعتدنا زيارة السوق كل جمعة، ليس فقط للشراء، بل للاستمتاع بأجوائه التي تعكس روح بغداد. إذا أُغلق، سنفقد جزءًا من هويتنا."
✦ سوق الغزل.. ذاكرة بغداد
إن سوق الغزل ليس مجرد مكان تجاري، بل هو ذاكرة حية لبغداد، يحكي قصة أجيال تعاقبت على زيارته واعتبرته جزءًا من طقوسها الأسبوعية. فإغلاقه لا يعني خسارة مكان للبيع والشراء، بل يعني فقدان صفحة من تاريخ المدينة.
✦ خاتمة
بين محاولات الإغلاق وأصوات المطالبين بالحفاظ عليه، يبقى سوق الغزل شاهدًا على أن التراث العراقي لا يُقاس بالمباني فقط، بل بالأسواق الشعبية والطقوس التي تعيش في وجدان الناس. ولعلّ الحل الأمثل يكمن في التوفيق بين الحفاظ على هويته وتنظيمه بما يليق بمكانته، ليبقى السوق حيًا في ذاكرة بغداد وأجيالها القادمة.
مقطع فديو سوق الغزل بغداد | حيوانات وطيور نادرة